السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التكبر هو التعظم، أي إظهار العظمة، أنهم يرون أنهم أفضل الخلق، وأن لهم من الحق ما ليس لغيرهم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ
أى الإستعلاء عليهم والتعامل معهم واستحقارهم وهم عباد أمثاله أو أخير منه.
أن يرى نفسه خيرا من غيره إلا أنه يجتهد ويتواضع فهو فى قلبه شجرة مغروسة إلا إنه قد قطع أغصانها
أن يظهر لك بافعاله من الترفع فى المجالس والتقدم على الاقران والانكار على من يقصر فى حقه
أن يظهر الكبر بلسانه والمفاخر وتزكية الانفس
إنه داء دقيق جدا إذا فتشنا عنه فى قلوبنا تخيل ممكن واحد يصوم ويصلى ولكن بذرة كبر داخله يخرج من الجنة 0عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر0
الكبر0أصلل الأخلاقِ المذمومة والاستعلاء,
الكبر سببٌ للفُرقة والنزاع والاختلافِ والبغضاء,
وليعرف هذا المتكبر حقيقة نفسه ويعلو بها على البشر غيره
انظر إلى أول أمرك وإلى وسطه وإلى آخره 0فينظر في أول أمره من أي شيء خلقه, من نطفة خلقه فقدره فأول أمره نطفة مذرة وآخر أمره جيفة قذرة, فإذا تفكر الإنسان إلى حقيقة نفسه وجد أن مآله إلى التراب, وأنه حقير, ولا يحسبن الإنسان أنه سيبقى إلى الدوام,
ولنا في رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ المثل الأعلى
أتى النبي صلى الله عليه و سلم على رجل ترعد فرائضه فقال له هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد
و كان يحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، و يأكل مع خادمه ، ويشتري الشيء من السوق ، ويصافح الغني والفقير ، لين الخلق ، جميل المعاشرة ، رقيق القلب ، وهو القائل صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله -
لم يتكبر ولم يتجبر ولم يقل انى نبى ولى حق فى ان اتعالى على الناس كيف ذلك وهو القائل صلى الله عليه وسلم لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين، فيصيبه ما اصابهم من العذاب
وما تواضع أحدٌ لله إلا رَفَعَه
ماذا لو تخلقنا بأخلاق هؤلاء .
فهذا هو الصديق رضى الله عنه قال لما ولي لخلافة المسلمين
وليت عليكم ولست بخيركم هذا وهو ابو بكر صاحب النبي بالهجرة وهو من سماه الصديق ومن المبشرين بالجنة يقول للمؤمنين لست بخيركم إذا من هو خيرٌ منه
فهذا هو على بن ابى طالب رضى الله عنه
إن جدته لقيت عليا عليه السلام بالكوفة و معه تمر يحمله،فسلمت عليه،و قالت له أعطني يا أمير المؤمنين هذا التمر أحمله عنك إلى بيتك فقال عليه السلام أبو العيال أحق بحمله
وهم من صحابة رسول الله مبشرين بالجنة كل منهم له مكانة فى الدين والدنيا ومع ذلك لم يتكبروا فاستحقوا أن يبشروا بالجنة وهم فى الدنيا ونحن إذا اصبح احدنا فى مكانة اجتماعية مرموقة ويشار إليه بالبنان يتكبر ويتعالى ويصبح لقاءه بميعاد قبلها بخمس أشهر وهناك من إذا صلى وصام وقصر الثوب واطلق اللحية تكبر على الناس وكأنه لم يعص الله طرفة عين ألا يعلم أن الذى أعطاه النعمة المكانة الاجتماعية والمركز والمال حتى التدين هو الله جل شأنه أيكون شكر نعمة الله هو ان نتكبر على الخلق بالنعمة وهو قادر أن يعذبنا بهذة النعمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله – عز وجل – الكبرياء ردائي ، والعظمه إزارى ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار
شتان بين مشية ومشية
مشية يحبها الله ويرتضيها لعباده
قال تعالى -وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
ومشية تدخلة النار والغياذ بالله وتسبب سخط الله عليه
قوله تعالى -ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها
فكم من متجبر قسمه الله وكم من متكبر أذله الله إذ يقول الله تعالى
فيا أيها المتكبر هلا عرفت حقيقة نفسك هل عرفت مكانك بالنسبة للصحابة والتابعين
فالكبر مرض من أمراض القلوب الذى طالما دخل القلب خرج صاحبه من الجنة
فأحرص على قلبك وحصنه من هذة الافة